رحال عضو ذهبي
البلد : الشحر تاريخ التسجيل : 15/06/2012 عدد المساهمات : 1262 نقاط : 11152 السٌّمعَة : 0
| موضوع: التاريخ وحضرموت والحضارمة السبت نوفمبر 17, 2012 4:42 am | |
| التاريخ وحضرموت والحضارمة
قال توفيق الحكيم : إذا أبصرت شعاعاً فأعلم أن وراءه كوكباً ، وإذا أبصرت أدباً فاعلم أن وراءه حضارة ...
واحدة من المسائل الحضرمية هي مسألة التاريخ الحضرمي ، مسألة وإن ذكرت أطراف بدايتها من القرآن الكريم معجزة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ووسيلة النجاة إلى فلاح الآخرة ، مسألة وإن التزمت بكتاب الله تعالى إلا أنها وقعت فيما وقع فيه الوطن الحضرمي والأمة الحضرمية بجوانب مختلفة تتماثل مشاهدها وتزداد حدتها كلما لامسنا حوادث القرن العشرين الميلادي ...
في فقه التاريخ الحضرمي ثمة مفهوم رئيس يمكن الانطلاق من حيثياته لتفهم المسألة في عمومها وما آلت إليه في منتهى الأمر والحال ، فالتاريخ الحضرمي كغيره وقع بين مطرقة المحتل وبين سندان الإهمال ، ولعلنا نحدد بداية أن لأبناء الأمة الحضرمية دور فيما وصلت إليه الحالة الحضرمية حتى نصف لماذا يأتي المحتلين اليمنيين بعينهم لممارسة عدوانهم وبطشهم بطمسهم الهوية الحضرمية ، فالغاية لم تأتي بغير وسيلة أسهم فيها أبناء حضرموت بقصد أو بغير قصد فالإسهام هنا أمر واقع انتهزته اليمن كما يجب أن ينتهز لتمرير مشروعهم التاريخي باحتلال حضرموت ....
بقي التاريخ الحضرمي كتاريخ الآخرين من أقرانه العرب محفوظاً بين الخاصة من أهل السلطة والدين والعلم والأدب ، التاريخ الحضرمي سار سيراً طبيعياً حتى منتصف القرن العشرين الميلادي الماضي ، وهذا يطابق أحوال العرب في العراق والشام وغيرها لعدم وجود الآلات الطباعة والنسخ بكثرة ولما تكلفه من أموال حصرت النشر في غالب البلاد في طباعة الصحف والمجلات الدورية والنصفية والفصلية ، حيث شهدت المكلا إبان حكم السلطان القعيطي ظهور النساخين وهم أفراد يجيدون كتابة الخط العربي بجودة فكانوا يجهدون في كتابة المجلات والنشرات التي تأتي من المهاجر الحضرمية في الهند وجاوه ولم تعرف شبة جزيرة العرب في ذلكم الوقت حالة نادرة كهذه ...
التاريخ الحضرمي لم يشهد اهتماماً حقيقياً إلا في مطالع الخمسينيات الميلادية من القرن الماضي من خلال أربعة كتب هي تاريخ شنبل وآدام القوت وأدوار التاريخ الحضرمي وتاريخ حضرموت السياسي وإن كان الأخير كتب في المهجر الحضرمي في بلاد مصر للأستاذ صلاح البكري يرحمه الله إلا أنه و كتاب أبو بكر الشاطري أدوار التاريخ الحضرمي كانا الأكثر استقراءاً للأحداث السياسية بدون اعتبارات للأساليب السابقة في كتابة التاريخ بالتعامل مع الأحداث السياسية باعتبارات قبلية ومذهبية ...
وفي ملاحظة خاصة فأن صاحب كتاب ( أدوار التاريخ الحضرمي ) أبوبكر الشاطري قد تعامل في الطبعتين الأولى 1958م والطبعة الثانية 1970م بأسلوبين مختلفين ففي الأولى تجنب الوقوع تحت مساءلة السلاطين حكم حضرموت في تلكم الحقبة السياسية فذكر حضرموت على أنها إقليم من أقاليم جزيرة العرب في تجرد واضح ، أما في الطبعة الثانية والتي جاءت إبان الحكم الشيوعي لحضرموت وما سمي في تلكم الحقبة السياسية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حيث شمل حضرموت بأنها في نطاق عموم اليمن الجنوبية اصطلاحاً بما مثلته الحقبة من أحوال ، ولعل ذلك يمثل بداية المرحلة السياسية التي شهدت طمس الهوية الحضرمية وضم حضرموت إلى ما يسمى اليمن ...
إذن التاريخ الحضرمي يعاني أصلاً من مشكلة أساسية هي التدوين والتوثيق من المصادر العلمية ، هذه هي المسؤولية الحضرمية الرئيسية التي أغفلتها الأجيال الحضرمية المتعاقبة ، يخالفها جوانب أخرى بقيت محفوظة ولم يستطع أحد المساس بها ، وتمثل هنا الآداب والفنون التي حفظت عبر اهتمام المهتمين بهذا القطاع ولعلنا عندما نستعرض تعليقات الأخوة العرب في الخليج العربي ومصر والعراق والشام وبلاد المغرب العربي نقرأ في تذيلهم لأسم علي أحمد باكثير كمثال فقط أنهم يذكرونه بالحضرمي نظراً لجهود بذلت من خلال الأفراد أو حتى المجاميع التي منها جمعية أصدقاء علي أحمد باكثير وهي جمعية أدبية ثقافية في العاصمة المصرية القاهرة اهتمت بجمع ميراث الأديب الحضرمي وهو ما حدث مع غيره من الأدباء الحضارمة ...
التاريخ السياسي الحضرمي الذي شهد في الأزمنة المتأخرة وخاصة في أعقاب حرب الرفاق في عدن عام 1986م موجات اهتمام ملحوظ تزايدت أكثر مع دخول العالم عهد شبكة المعلومات العالمية ـ الانترنت ـ حيث ظهرت محاولات لتدوين أطراف تاريخية سياسية حضرمية بشكل اجتهادي كانت في عمومها في أطوار الرد على هرطقات وخزعبلات وأساطير اليمانيين المحتلين لحضرموت ...
الدور الحضرمي الحاضر لا يجب أن يبقى في هذه الأطوار ، أطوار الرد على أتباع المحتل للوطن الحضرمي ، فالدور لا يجب أن ينطلق من غير الانصهار الحقيقي في الهدف الحضرمي الباغي استقلال الوطن الحضرمي ، استقلال كامل عن كل الترهات ، استقلال عن الزلات التي يحفرها الساقطين في براثن الأوهام والأحلام باستمراء احتلال حضرموت وتزوير واقعه السياسي والثقافي والاجتماعي ...
الدور المفترض على الجيل التدافع نحو المشروعات التي تعزز استقلالية حضرموت ، ومن هذه المشروعات مشروع التاريخ الحضرمي الذي يجب الأعداد له بشكل صحيح والسير في أغواره ليكون مستنداً بيد أحفاد الصناديد الأشعث بن قيس و وائل بن حجر رضي الله عنهما وعن كل أبناء الأمة الحضرمية | |
|