الأديب والمؤرخ الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان محل و تاريخ الميلاد:
مواليد عام 1921م بمدينة سيئون
السيرة الذاتية: الولادة والنشأة:
الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان من مواليد عام 1921م بمدينة سيئون حاضرة
السلطنة الكثيرية الحضرمية. قرأ القرآن وهو في السابعة من عمره على يد
الشيخ صالح الكلبي وتلقى من والده علوم الفقه والأصول والحديث واللغة
والنحو والصرف.
برزت رغبته وهو في السابعة عشرة من عمره في دراسة
التاريخ فواجه صداً من والده وكاد أن يستسلم لولا تدخل الشيخ سعيد عوض
باوزير الذي نصح والده بان يترك ولده ورغبته، الا اذا رأى سيرته غير صحيحة،
فانكب عبدالقادر الصبان على دراسة تاريخ حضرموت وتاريخ مصر والشام وتاريخ
العراق وتاريخ السعودية وتاريخ الدول العربية الأخرى الا أنه تفرغ لكتابة
تاريخ حضرموت وبلغت حصيلة كتاباته (
80) كتاباً (
راجع الحوار الذي أجراه
الزميل علوي بن سميط مع المؤرخ عبدالقادر الصبان ونشرته «الأيام» في 18
يناير 1998م).
الصبان في مجال الوظيفة العامة:
خاض عبدالقادر
الصبان مشواراً طويلاً مع الوظيفة الحكومية والأعمال الخاصة امتد من عام
1937م حتى عام 1996م تخللتها أسفار إلى المملكة العربية السعودية وسوريا
ومصر. التحق في العام 1937م بمجلس القضاء الشرعي بشبام، ثم انتقل إلى سلك
التدريس الحكومي بالمكلا عام 1944م.
تولى عبدالقادر الصبان رئاسة
المجلس البلدي بسيئون عام 1957م وطرق في العام 1969م باب المحاماة ومارسها
من واقع خبرته السابقة وقراءاته في مجال الشريعة والفقه، الا أن رغبته في
البحوث التاريخية جرفته للعمل باحثاً متفرغاً لكتابة التاريخ بإدارة
الثقافة بسيئون في بداية سبعينات القرن الماضي وأصبح في العام 1979م مديراً
عاماً لإدارة الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات حتى عام 1996م.
الصبان أحد رواد النهضة الحضرمية:
أسهم عبدالقادر الصبان في تأسيس مدرسة جيهوض بوادي سر سنة 1937م وفي تأسيس
نادي الشباب الثقافي بسيئون عام 1938م وفي تأسيس مدرسة الشرج بالمكلا وفي
تأسيس المدارس الليلية للمزارعين بوادي حضرموت، كما كان عبدالقادر الصبان
من مؤسسي رابطة العمال الحضارم وتولى سكرتارية حزب الاتحاد الوطني، الذي
تأسس عام 1946م برئاسة الأديب والشاعر صالح بن علي الحامد، وكان الصبان
ايضاً من أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الذي أسسه الأستاذ عمر
باعباد بمدينة الغرفة عام 1963م.
اتخذت رسالة الصبان النهضوية بعداً
اجتماعياً إنسانياً عندما أسهم في تأسيس الصيدلية الخيرية بسيئون وتولى
ادارتها عام 1963م وهكذا تنوعت رسالته النهضوية في الجوانب التربوية
والثقافية والنقابية والحزبية والصحية على خلفية نشأته الأدبية، عندما بدأ
نظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره عندما طرق لون الشعر الشعبي وجاءت
أولى محاولاته في نظم القصيد بقصيدة جاء في مطلعها:
إن صوت الحمام قد أشجاني ذكراني وقت الصفا ذكراني
الصبان أحد رواد الصحافة:
توارث الحضارم العلم والثقافة والفكر عن أسلافهم الذين نشروا راية العلم
في أصقاع مختلفة من العالم وعلى تلك الخلفيات تفجرت طاقات وابداعات في داخل
حضرموت وخارجها ومن ذلك الرعيل كان عبدالقادر محمد الصبان الذي أسهم في
تأسيس وتحرير مجلة «زهرة الشباب» وتولى رئاستها عام 1942م ، كما عين
مستشاراً لمجلة «آفاق» الصادرة عن فرع حضرموت لاتحاد الأدباء والكتاب
اليمنيين بالمكلا، ولم ينقطع انتاجه الصحفي في الصحف والمجلات الوطنية.
الصبان من دعاة توحيد حضرموت:
جاهد عبدالقادر محمد الصبان مع سائر الوطنيين الحضارم من أجل توحيد حضرموت
بضم شطريها القعيطي والكثيري ووثق للأستاذ عبدالقادر الصبان قوله للعلامة
محمد عبدالقادر بامطرف :«أما أن تأتوا إلينا كإخوة ونأتي إليكم كإخوة والا
سيفلت من أيدينا وأيديكم كل شيء». زكى العلامة بامطرف كلام نظيره الصبان
بقوله:«سنأتي بكل شيء. نعم سيئون وشبام وحضرموت كلها واحدة». رحم الله
العالمين الجليلين الصبان وبامطرف.
الصبان في مجال التأليف:
البحث والتأليف سمتان بارزتان في مسيرة الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان سواء
من خلال موقعه الرسمي أو الشخصي، فقد كتب خلال مشوار عمره الطويل في
مضامير شتى منها الشعر والأدب والتاريخ والتراث والفقه وخلف وراءه أكثر من
مائة مخطوط في تلك المضامير علاوة على العديد من التعريفات والأدلة
والرسائل القصيرة في موضوعات شتى لاتزال مخطوطة مثل «تعريفات تاريخية
سياحية عن وادي حضرموت» و«بترول الصحراء بحضرموت» و«المخطوطات والتراث
والمتاحف» و«دليل متحف العادات والتقاليد الشعبية بسيئون».
م
ن مؤلفات الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان:
1- المشروع الروي في مناقب بني علوي،
2- الترجمان في مناقب آل الصبان،
3- الدان في حضرموت،
4- الحركة الأدبية بحضرموت،
5- واقع حضرموت السيـاسي (مخطوط).
ا
لصبان في دائرة التكريم:
امتدت شهرة الأستاذ الصبان على المستويين القطري والقومي، فقد ارتبط
باتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بتوليه رئاسة فرع الاتحاد بسيئون منذ
تأسيسه وحتى عام 1987م كما كان عضوا ً في اتحاد المؤرخين العرب.
حصد الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان عدداً من الأوسمة والشهادات أبرزها بحسب تسلسلها الزمني:
1- شهادة تقديرية في 10 سبتمبر 1978م (يوم العلم والثقافة) من ادارة الثقافة بمحافظة حضرموت،
2- الميدالية الذهبية من سكرتارية المكتب التنفيذي بمحافظة حضرموت في 30 نوفمبر 1984م،
3- وسام الآداب والفنون من هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى (عدن) عام 1988م،
4- وسام المؤرخ العربي من الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب،
5- شهادة تقديرية من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في صنعاء عام 1993م،
6- وسام الاستحقاق للآداب والفنون أنعمه عليه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في 31 مايو 1998م.
الصبان محتسب عند ربه:
انتقل الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان إلى جوار ربه في 13 يناير 1999م عن
عمر ناهز الثامنة والسبعين عاماً بسيئون وخلف وراءه إرثاً علمياً كبيراً
وثلاثة أبناء وابنتين وهم ثمرات زيجتين، فقد تزوج المرة الأولى بسيئون عام
1941م والثانية في المملكة العربية السعودية عام 1953م .
كما خلدت محافظة حضرموت ذكر الصبان بإطلاق اسمه على ثانوية سيئون.
من (أعلام وأمجاد حضرمية) —