بماذا تميزت "مليونية نحن أصحاب القرار"؟..

- لم تسبقها حملة إعلامية منظمة

- لم تتفاعل معها هيئات مكونات الحراك الجنوبي

- لم يسبقها تحشيد ومهرجانات ولقاءات واجتماعات في المحافظات والمديريات لتدارس الزحف صوب العاصمة عدن

- لم تسبقها خطابات من القيادات المقيمة خارج حدود المعاناة الشعبية.

- لم ترسل أموال من تلك القيادات

- لم تسبقها اتصالات واحراجات ومجاملات ودعوات

- لم يوجد الوقت الكافي حتى يحضر لها تحضيراً جيداً

- لا توجد أجرة باصات للمشاركين أو طعام مجاني

بل:

- تعددت وتنوعت الدعوات بين عدن وعواصم المحافظات والحدود بين الجنوب واليمن

- التزمت القيادات الصمت لأنهم لا يثقون بتفاعل الجميع مع دعواتهم إن لم تكن معززة بالمال.

- سبقها التشكيك بفشلها ونشر الشائعات حولها.

- تم قطع الطرقات على الوفود القادمة من شبوة وابين ولحج والضالع ويافع وردفان من قبل نقاط الاحتلال اليمني.

- كان الوقت ضيق جداً في الفترة الممتدة بين التفكير بإقامة الفعالية وموعد إقامتها.

- لم تكن هناك تصريحات وتأويلات وتحليلات تتناول الفعالية القادمة قبل حلول ميعادها

لم ولم ولم ولم...

ومع كل هذا كانت مفاجأة كبرى أذهلت الجميع وأربكت الديناصورات قبل الاحتلال والرأي العام الخارجي..

المفاجأة تمثلت بحضور أكثر من مليون زحفوا صوب العاصمة عدن جاءوا يحملون
هموم وطن مسلوب وبطون فارغة وصدور عارية وأقدام حافية تنتعل الرصيف
الساخن.. لأكثر من مليون جنوبي جاءوا معدمين لا يمتلكون ثمن قرص رغيف أو
قارورة ماء يسدون به عطشهم، جاءوا إلى الساحة ليس لحضور سويعات وينصرفوا بل
مكثوا ثلاث ليال هناك حيثما أجسادهم النحيلة افترشت الرصيف والتراب
والتحفت السماء، حيث باتوا لياليهم وأقاموا نهاراتهم الجميلة، رقصوا على
إيقاع حماسهم الثوري، وتبادلوا كسرة الخبز الجاف الذي احضره بعضهم من حيث
قدموا كذلك تقاسموا رشفة الماء والابتسامة..

أوقدوا من إيمانهم
القاطع بعدالة قضيتهم شعلة لهم.. للجميع واخذوا يستأنسون ساعات السمر على
إيقاع الشعر وموال ربان الحماس الثوري الفنان عبود الخواجة، صنعوا مجد
جديد، ووعد جديد، ولما انقضى الغرض الذي قدموا لأجله (إقامة فعالية) دلفوا
عائدين من حيث جاءوا، لكنهم لم يرحلوا فهزيم رعد أصواتهم لا يزال يتردد
صداه في أحياء المدينة، لا يزال سماء عدن يحمل نقشهم الجميل، لم يرحلوا لان
طيف نورهم لا يزال يملى كل الأماكن.