الأخوة وكما وعدتكم
من قبل بأنني سأجهد على قراءة تحقيق الأستاذ الدكتور احمد صالح رابضة المعنون
برسالة في الطب للعلامة محمد بن عمر بحرق الحضرمي ... وأقدم عنه ملاحظاتي , وعليه
توصلت إلى عدد من الملاحظات على ضوء المرور السريع والتي اذكر منها : اولاً : ومن باب الإنصاف نشيد بجهود الدكتور احمد
رابضة وصبره على إخراج هذه الحلة الزاهية بصورتها المنهجية , كيف لا وهو أستاذ
أكاديمي بارز وباحث مدقق وذو تجربة في الفهرسة والتوثيق والتحقيق فضلاً عن التأليف
. ثانياًً : من الواضح أن المحقق كان على عجل من أمره ,
فلم يعطي الرسالة حقها وكأنه يسابق الزمن لإخراج هذا العمل ! فلم يكلف نفسه التحقق
من شخصية مؤلف المخطوط وانما اكتفى بذكر ماقد ورد عنها من ترجمة في بعض المؤلفات ,
فلم يتحقق مما التبس من شخصية المؤلف عن وجود شخصيتان معاصرتان تحملان نفس الاسم وكليهما اشتغلا بالفقه وكانوا من أرباب الدولة
لدى حكومة ابوطويرق .. وان كان قد نوه إلى شئ من هذا القبيل ولكن لم يعطيه حقه ولو
كان في حده الأدنى . كما لم يبحث ملابسات وفاته ..
ومما
يؤكد أن المؤلف كان على عجل من أمره اعتماده في هذا المشروع على ما قد كتبه من قبل
عن هذه الرسالة والتي نشرت في احدى اعداد مجلة الفكر , العدد ( 29 ) والصادرة بتاريخ يوليو – اغسطس – سبتمبر 2006م . حيث عمل على
نقل نصوص مقالته السابقة وتوزيعها على فقرات من مقدمة العمل المحقق , بدون أن
يتحقق فيما قد كتبه من قبل . منها ماذكره عن علاقة العلامة بحرق بالسحر مستشهداً
بما كتبه بعض المؤرخين السابقين دون أن يتحقق من هذا الزعم وهذه الفرية المغرضة (
انظر ص8 ) ... فلو كان العلامة بحرق مما ينسب إليه هذا الافتراء لجاءت رسالته هذه
مليئة بالصيغ السحرية والطلاسم والاوفاق وغيرها ... تماماً مثلما اكتفى بتحديد
مسقط رأس بحرق بسيئون مستنداً لمرجع واحد وهو كتاب باوزير ( الفكر والثقافة ) في
حين أن هناك كتابات اخرى بينت أن مولد بحرق بالشحر وكان الأحرى به الوقوف عند مثل
هذه الآراء وتفنيدها .
ثالثاً : الكتاب لا يوجد فيه ذكر لدور نشر أو تاريخ
طبع , وان كان له رقم إيداع بالمكتبة الوطنية بعدن بالورقة الخلفية من الكتاب .
مما يجعل المرء في حيرة أن كان هذا الإصدار بالفعل صدر في سنة 2010م كما ذكر
الكاتب في ثنايا مقدمة تحقيقه وانه أهداه لمدينة تريم حاضرة التراث والمخطوطات
وعاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2010م . ام أن الكتاب صدر مؤخراً خاصة اننا لم
نشاهد هذا الكتاب الا في اليومين الأخيرين ( مارس 2013م ) .
رابعاً : في ورقة الغلاف الخلفي أورد المحقق نبذة
تعريفية عنه , عنونها بـ( نبذة تعريفية عن المؤلف ) في حين انه هنا محقق وليس مؤلف
.
خامساً : لم يكلف نفسه البحث في مؤلفات بحرق وانما
اكتفى بانها عديدة واشار الى بعض منها ( غير مشهورة ) وقد اغفل اشهر هذه الكتب
والتي طبع منها منها كتاب بحرق حلية البنات والبنين فيما يحتاج اليه من امر الدين
, نشر العلم في شرح لامية العجم , تحفة الاحباب وطرفة الاصحاب , الحديقة الانيقة
في شرح العروة الوثيقة ... وكلها طبعت وبعض منها طبع مرات .
سادساً : يبدو أن رسالة بحرق في الطب وشرحها التبست
على المؤلف فحينما عرض لنتاجات بحرق ( ص9 ) نجده يذكر ان من مؤلفاته الكافية في أصول
علم الطب ثم يذكر ايضا ( أرجوزة في الطب وشرحها ) في صورة تعطي للقارئ انطباع ان
الاسمين هما لكتابين مختلفين , في حين انهما واحد .
سابعاً : لم يكلف المحقق نفسه بان يحصي عدد أبيات الأرجوزة
للتوثيق . خاصة وان بعض أبيات الأرجوزة في بعض النسخ غير واضحة أو ملونة بلون
مختلف .. كما لم يتعرض لها من الناحية الأدبية ومدى قيمتها , خاصة وانه خصص موضوع
تناول فيه نظم بحرق ونثره . ( انظر ص9 ) .
ثامناً : عنوان الرسالة التي تبناها المحقق برأيي (
غير موفق ) رسالة في الطب , حيث أن المؤلف نفسه ( بحرق ) أعطى لها اسم الكافية أو
الكافية في أصول علم الطب , خاصة وان نسختان من النسخ التي اعتمدها المحقق كانت
تحملان اسم الكافية في أصول علم الطب كما في النسخة (ب) والكافية في علم الطب كما
في النسخة ( ج ) . بل وهناك بيت في الأرجوزة أورده بحرق فيه ذكر واضح لاسم مؤلفه
هذا حين يقول :
فهذه كافية ذو اللب
والفهم في أصول علم الطب . ( انظر
الكتاب المحقق ص99 ) .
تاسعاً : أورد الكاتب ذكر لأسماء عدة لكافية بحرق حين ذكر ص4 : (( ولكننا الى الله
نفزع في التماس المعونة والتوفيق في الوقوف على رسالته التي بين ايدينا والتي تسمى
تارة رسالة في الطب وتارة أخرى رسالة في اصول الطب وتارة ثالثة ارجوزة في الطب
وشرحها ورابعة الكافية في علم الطب )) . وهناك نسخة تحمل رقم ( 2803 ) موجودة في
جامعة الاحقاف حملت اسم الكافية في أصول علم الطب . ونسخة أخرى مصدرها جامعة لا
يبسييك لم يشر اليها المحقق وفيها ورد اسم المؤلف باسم ( شرح كافية ذي اللب والفهم
في أصول علم الطب ) حملت رقم : Ms
. or . 360
وتاريخ نسخها سنة
1250هـ .
عاشرا : في
صفحة 28 ذكر في السطر 10 ان ناسخ المخطوط رقم 2803 من مجموعة ال بن سهل محمد بن
عمر بن وبر , في حين ان ناسخها هو محمد بن عمر بن عبد الله . كما هو مكتوب بالنسخة
, وقد ذكر المحقق هذا الاسم صحيحاً ص11 بالهامش .
الحادي عشر : لم يوضح المحقق بعض الاختلافات بين نسخ المخطوط
المعتمدة في بعض المفردات وغيره ( وهي كثيرة ) نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
:
- في ص33 من المنظومة
:
الحمد لله الكريم القاهر النافع الضار العزيز القاهر .
لم يذكر المحقق ان
بالنسخة ( ب ) التي اعتمدها : الغافر بدلاً من القاهر .
وكذلك في البيت 4 من
المنظومة بنفس الصفحة :
وصور الانسان
بالتكريم معتدلا في احسن التقويم
لم يشر المؤرخ ان
بالنسخة ( ج ) التي اعتمدها هكذا : وصور الانسان للتكريم معتدلا في احسن التقويم .
وفي البيت الخامس
للمنظومة :
مركبا من اربع
اصول تمده كالاربع الفصول
لم يشر المحقق ان
بالمخطوط ( ب ) الذي اعتمده هكذا :
مركب من اربع
اصول فهذه كالاربع الاصول .
-
في ص35 السطر 10
اسقط المحقق فقرة كانت مثبوتة في كل النسخ وهي : ولها تهيج فيه غالباً (( واما فصل
الشتاء فهو بارد رطب كالبلغم ولذلك يهيج البلغم فيه غالباً )) واما فصل الربيع
................
ومثل هذه الأمور
لاحظتها بكثرة ولكن اكتفي بهذا القدر
وتحياتي لاستاذنا القدير شحروت ... وربما لي وقفات لاحقة ايضا .... فالكتاب لا املكه وانما استعرته لمدة يومان فقط وعلي ان افي بإلتزامي .