أمام إصرار البعض على فرض بعض الأسماء كي تطلق على الشوارع الرئيسة بالشحر , والنزاع الذي سيحصل جراء مثل ذلك , فإننا نستبق الأحداث ونسجل آراء حول اسم السلطان عوض بن عمر القعيطي , كنموذج لبعض الأسماء الغير مرغوبة فيها , فنقول عن هذه الشخصية , الآتي :ـــ
• هذا السلطان غزا الشحر حيث قام بهجوم عليها بقصد الاستيلاء عليها وعلى مقدرات شعبها وخيراتها , وجعلها حكرا عليه وعلى حاشيته وأنصاره من قبيلته وكل من له صلة به دون غيره من أهل البلد .
• أقام محكمة صورية هي من مهازل التاريخ , وقد حكم على حمدة واستولى على سكنه ومنحها لآل النشادي والبت معروف إلى اليوم , حيث أتهمه بمد العون لآل كثير عند ما استولوا على الشحر .
• زهق أرواح أبرياء هنا في حضرموت في حربه هذه ولم يكن له في ذلك , ولم نسمع أنه عوض أحد .
• فرض على الناس الخروج لتكسير الدور القديم سخرة ودون مقابل .
• فرض على أهل الشحر العمل في بناء السور الجديد الذي استغرق عشين سنة مقابل أجر زهيد جدا
• مات عدد من عمال البناء سقوطا على الجواخير أوإنهيارات الطين أو لذغ الثعابين ولم يعوض أحد .
• أمر بحبس مقادمة العمال والأحياء لرفض العمال العمل بالسور إلا بالأجر الكامل .
• قتل الصميل عوض سالم باتكة رئيس العمال , وأصابع الاتهام موجهة للسلطان .
• غرب الشاعر بانافع بعد أن تتبعه ولم يعد يعرف الناس مكانه إلى اليوم , لا لشيء إلا لأنه انتقد السلطان وتصرفاته الهوجاء .
• أبدل العملة المحلية التريمية بالعملة الهندية لكنه تعمد مساواة البيسة بالخمسية الهندية فأنقص خمسين من قيمة الخمسية . وذهب الفائض إلى كيس الجمعدار ظلما دون مراعاة للضعفاء والمساكين .
• أقام السور الجديد والمتكامل حماية لنفسه ونظامه وقبيلته وحاشيته وجنوده . ولم يكن حماية للناس ! فمن يحمي الذين يعملون في الأرياف وأهل الأرياف أنفسهم من يحميهم . وما شان أهل الحامي والديس وكل الذين خارج الشحر ..
• وحتى الأكوات أي القلاع الصغيرة الممتدة على طول الطرق إلى الحامي أو الغيل أو ...فهي للجنود والدولة وهي لغرض التنبيه من أي هجوم مباغت .
• ولقد كان نظام حكم السلطان عوض القعيطي ومن بعده حكما عشائريا أساسه (( من عز بز )) أي كل من آنس في نفسه قوة بز الضعيف أي أغار عليه واستلبه حقه بقوة السلاح . فقد كان السلاح الذي بحوزة المبطلين مثلهم مثل القبائل التي تبيع الأمن وتفرض الشراحة وغير ذلك .
• والسلطان عوض وأبنه غالب ثم أبنه عمر , لم يقم أحد منهم مدرسة في عموم القطر وليس الشحر وحدها ولا مستشفى لهؤلاء الذين يأخذون ويستلبون أموالهم لشراء الأبقار والدجاج في حيدر آياد نعم إن كان ولابد من ذكر العلمة / الكتاب المتطور من مدرس واحد فقط بالمكلا يدرس كل تلاميذ المدرسة بلأنجليزية حق السلطان عمر وهي في آخر عمره .
• والسلطان غالب ترك كل شيء لعماله ووزرائه وعمر نهب كل شيء إلى الهند حتى قال الشاعر بكبير (( السواعي ترد الربش لما المقاطين )) وهو يعني ما أحد يرد اللخم لا سيحوت .وفي كل الأحوال قعد الناس يتفرجون على اللاعبين حتى انتهت المباراة ..
• وحتى المشروع السكني ( الباغ ) أي البستان , الذي أراده السلطان عوض لنفسه ولأسرته لم يتمه أبدا وإنما بقي إلى يومنا هذا ثمأخرج السلطان عمر طلاب مدرسة مكارم الأخلاق مع مدرسيهم وكتبهم وأدواتهم وباعه لآل الكاف , رغم ما يقولون أن آل الكاف فتحوا مدرسة في تريم . فلا يستحق لا عوض ولا أبنائه علينا أي معروف أو جميل .
• ولقد ترك السلطان الشحر بعدما استولى على المكلا , ولرمى بأم دولته الشحر عرض الحائط , وهي التي ساهمت مع أهلها في دفع ضريبة العاصمة العسكرية لدولته كلها , فقد كانت تقدم الضحايا تلو الضحايا في كل يوم , أيام التأسيس وهي ثكنة جنود ومعسكر للجيوش ومخازن للمؤن وسراديب للذخائر . وكان الجزاء عدم المبالاة بما قدم وترك المدينة لمن يختاره من النواب , بل وشجع أبنه على اختيار المكلا عاصمة له , اللهم لا حسد , ونحن اليوم نأتي على ذكرى مؤلمة , ذكرى مرور مائة سنة على ترك القعيطي عاصمته الأولى إلى المكلا .وذلك عام 1910م .
ومن خلال ما ذكرناه وما لم نذكره , ورغبة منا في الاختصار وأخرى في عدم نشر الغسيل واغث من الأخبار الرديئة والسيئة , ضربنا صفحا عنها ومحوناها بمساحة التاريخ حفاظا على ماء الوجوه على أن لا تراق في سبيل جمع الكلمة ولا تفرقها من أناس جدد على هذ1ا المجتمع يثيرون زوابع ردمها الفكر الحديث والتعليم ووسائله الحديثة المختلفة الأنواع والأهداف , فإني لا أرى أي حق للسلطان عوض أو غيره علينا نحن أبناء الشحر . وليس له شارع ولا مدرسة لا رئيسي ولا فرعي . وعلى الآخرين التفكير الجيد في علاقات الناس الذين عاشوا هنا متجاورين ومتحابين , فليتقي من له أهداف لا يحمد عواقبها والناس هنا مسئولين أمام الله وأمام التاريخ وهو لا يرحم ...