مرحباً بك أخي الزائر أنت لم تقم بالتسجل في المنتدى ؟؟
يمكنك المشاركة معنا و الأستفادة من جميع خدمات المنتدى بالتسجيل معنا ( بالنقر على زر تسجيل )
ثم أكمل جميع البيانات المطلوبة
مرحباً بك أخي الزائر أنت لم تقم بالتسجل في المنتدى ؟؟
يمكنك المشاركة معنا و الأستفادة من جميع خدمات المنتدى بالتسجيل معنا ( بالنقر على زر تسجيل )
ثم أكمل جميع البيانات المطلوبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» عميد كلية المجتمع بالشحر يبعث رسالة شكر وثناء للمجلس الأهلي بالشحر
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Emptyالثلاثاء نوفمبر 17, 2015 4:23 am من طرف ngema

» لجنة الخدمات بالمجلس الأهلي بالشحر تقوم برفع القمامات التراكمية تمهيدا لعملية الرش الضبابية في كافة أحياء مدينة الشحر
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Emptyالثلاثاء نوفمبر 17, 2015 4:19 am من طرف ngema

» وثيقة صلح وتحكيم تخمد فتنة قبلية كادت أن تستعر
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Emptyالثلاثاء نوفمبر 17, 2015 4:13 am من طرف ngema

» حصري : تحميل كتاب : كشف مغالطات السقاف على تاريخ بامخرمة والشواف
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Emptyالأحد نوفمبر 15, 2015 7:14 am من طرف ngema

» حصرياً تحميل كتاب : من الالعاب الشعبية رقصة العدة للباحث عبدالله صالح حداد
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Emptyالسبت نوفمبر 07, 2015 6:48 am من طرف انور السكوتي

» برنامح كتابة المعادلات الرياضية عن طريق الورد
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Emptyالخميس مايو 21, 2015 8:42 pm من طرف النصرة لدين الله

» مقامة متاعب الأسفار في رحلتي إلى جزيرة زنجبار للمؤرخ الشاعر عبد الله باحسن جمل الليل
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Emptyالسبت يناير 17, 2015 8:07 pm من طرف رحال

» الشيخ مبارك باشحري خطيب ساحة الحرية بالشحر يدعوا المعتصمين في الساحات إلى الإستمرار فيها , والتحصن من كل شيء يقلل من حجمها .
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Emptyالإثنين نوفمبر 24, 2014 5:29 am من طرف ngema

» مهرجان بشائر الإستقلال بمدينة الشحر في عده التنازلي
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Emptyالإثنين نوفمبر 24, 2014 4:59 am من طرف ngema

» عودة قافلة ابناء الشحر لمدينتهم بعد ايصال تبرعات الاهالي للمعتصمين بالعاصمة عدن
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Emptyالجمعة نوفمبر 21, 2014 6:59 pm من طرف انور السكوتي

تصويت
هل تؤيد فكرة حجب الصور و الروابط عن زوار المنتدى ؟
نعم الصور و الروابط
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي I_vote_rcap0%الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي I_vote_lcap
 0% [ 0 ]
نعم الصور فقط
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي I_vote_rcap0%الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي I_vote_lcap
 0% [ 0 ]
نعم الروابط فقط
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي I_vote_rcap63%الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي I_vote_lcap
 63% [ 5 ]
لا
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي I_vote_rcap38%الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي I_vote_lcap
 38% [ 3 ]
مجموع عدد الأصوات : 8
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
المواضيع الأكثر نشاطاً
برنامح كتابة المعادلات الرياضية عن طريق الورد
حادث فظيع يحصد تسعه ارواح من ابناء الشحر
نبذة تاريخية عن مدينة الشحر ( الجزء الأول )
للتثبيت : كتب في المكتبات
صدق أو لا تصدق ( قرون في عجوز من الصين )
خاص بالصور التاريخية المحلية ( متجدد )
قبائل حضرموت عند ابن جندان
(((((حقيقة موطن ابن ماجد)))))
مدينة الشحر
مساجد مدينة الشحر
عدد زوار المنتدى

.: أنت الزائر رقم :.

------- معلوماتك ------ الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Geouser ---- سجل الزيارات ----
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 75 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 75 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 104 بتاريخ الأربعاء فبراير 16, 2011 11:49 pm

 

 الطبري الثاني قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ngema
عضو ملكي
عضو ملكي
ngema


ذكر
البلد : alsheher
تاريخ التسجيل : 06/09/2010
عدد المساهمات : 1897
نقاط : 14032
السٌّمعَة : 3

الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Empty
مُساهمةموضوع: الطبري الثاني قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي   الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Emptyالأربعاء سبتمبر 04, 2013 5:59 am

الطبري الثاني
 قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية



د.فاضل الربيعي
باحث عراقي مختص في الميثولوجيا وتاريخ العرب قبل الإسلام.
 
    يستحق جواد علي، من بين كل المؤرخين العرب المعاصرين، أن يوصف بأنه «الطبري الجديد» أو الثاني. ذلك أن عمله العلمي والتاريخي الضخمالطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي %20%D8%B3%D9%86%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A8 (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام)، وعلى غرار ما اتصف به عمل الطبري في سير الملوك، يتسم بقدر مذهل من الصبر والدقة العلمية والموضوعية. وإذا ما أخدنا بنظر الاعتبار ظروف تأليف هذا الكتاب العظيم، وهي ظروف غير مثالية بكل تأكيد، بالنسبة لمؤلف عاش طوال حياته مصاعب لا تصدق من أجل الحصول على مادته العلمية من أماكن متباعدة، وبوسائل تبدو لنا اليوم بدائية للغاية (فلا إنترنت، ولا أجهزة تصوير متطورة، ولا كومبيوتر)، فإن هذا العمل سيبدو أكثر بكثير من مجرد كتاب استثنائي في التاريخ. إنه بكلام أدّق أول وأكبر مساهمة في تقديم قراءة عربية في التاريخ، تنطلق من نقد الروايات الاستشراقية السائدة وتحليلها. إن معالجاته الثمينة، الجغرافية بشكل أخص، للحملات الآشورية على الجزيرة العربية واليمن، تستند إلى إعادة تحليل وقراءة النقوش والسجلات بطريقة مثيرة، فهو لا يكتفي بإعادة «إنتاج» مقولات علماء الآثار، أو التسليم بها، بمقدار ما كان يهتم بتقديم تصوراته العلمية الخاصة. وهذا في رأينا هو جوهر ولبّ «المفصل» كعمل في التاريخ.
 يلاحظ جواد علي، ومن المنظور الجغرافي القديم، أن العراق ظل امتداداً طبيعياً لساحل الخليج العربي، ومتصلاً بجزيرة العرب من البرّ عبر التخوم الصحراوية الجنوبية. وأن هذا الاتصال يجب أن يقرأ بوصفه مفتاحاً هاماً وأساسياً في فهم خط سير الحملات التي صورت في كتابات المستشرقين زوراً بأنها كانت تتجه صوب فلسطين.
صحيح أن جواد علي كان أقل نقدية إزاء كتابات المستشرقين مما يتطلبه عمل نقدي من هذا النوع، ولكنه مع ذلك قدم مساهمة ثمينة في لفت الانتباه إلى هذا الجانب من المسألة. ويتعيّن عليّ اليوم، وأنا أعيد النظر في الرواية الاستشراقية عن هذا التاريخ بشكل شامل، مثلما فعلت في معظم مؤلفاتي، وبشكل أخص (فلسطين المتخيّلة)، أن أشير بوضوح إلى مساهمات جواد علي في هذا الجانب، بوصفها من أهم المساهمات المبكرة في تاريخ الثقافة العربية.
لقد بينت، استناداًً إلى جواد علي وآخرين، أن تاريخ الدولة البابلية، ثم الآشورية، يوضح بشكل لا لبس فيه كيف أن الإمبراطورية العراقية بسطت نفوذها على سواحل البحر الأحمر، وسلسلة من مدن الداخل. وكل هذا يؤكد أن الأساطير والمرويات التاريخية التي ربطت بين العراق والجزيرة العربية وساحل البحر الأحمر الطويل، ذات أساس جغرافي متين يصعب تجاهله، أو التلاعب به. ومن أجل مناقشة مسألة الحملات العسكرية الآشورية ومسرحها الجغرافي، فسوف نقوم بوضعها في إطارها التاريخي الصحيح كما سجلته السجلات الآشورية والتوراة.
يدعى البحر الأحمر عند الجغرافيين اليونانيين الكلاسيكيين Arabici Sinus Sinus Arabicus. وعلى سواحل هذا البحر دارت أعظم المعارك بين المصريين والآشوريين من أجل بسط السيطرة عليه. لقد كان العالم القديم محكوماً بتوازن قوى الحضارتين التاريخيتين في وادي النيل ووادي الرافدين، ولم تكن فلسطين (جنوب سوريا التاريخية) سوى قطاع صغير وهادئ، خضع لنفوذ الآشوريين الكامل. ولا توجد (خارج إطار الرواية التوراتية في طبعتها الاستشراقية) أية دلائل عن وجود صراع مصري ـ آشوري حول فلسطين المزعومة؟ بينما تحتفظ لنا السجلات والمقتنيات الأثرية بوقائع صحيحة ومؤكدة عن صراع ضارٍ دار على سواحل البحر الأحمر. ويحدثنا نص سومري ـ أكدي يعود إلى عام 2400 ـ 2371 ق.م، ويخص فتوحات لوكال ـ زاجي ـ سي Lugal-Zagge–Si، وهو أحد ملوك السلالة الثالثة من ملوك الوركاءUruk، أن فتوحاته كانت امتدت من البحر الأسفل) الخليج العربي (إلى البحر الأعلى ) UpperSeaالبحر المتوسط). وبرأي جواد علي(1)؛ فإن معنى ذلك، يشير إلى أن حكم هذا الملك شمل الخليج العربي. وفي أخبار سرجون الأكدي، المعروف بـ(شروكين Sharru-kin (3371 ـ 2316ق.م) أن فتوحاته بلغت البحر التحتاني، وأنه استولى على مواضع منه. وهذا أقدم نص يخبرنا بوصول الأكديين إلى هذا الجزء من العالم. ويُلاحظ أن قدماء العراقيين كانوا يطلقون على البحر المتوسط البحر الأعلى، وعلى الخليج العربي البحر الجنوبي (Thelowersea). ولذلك لا يبدو العراق القديم بمعزل عن أرض الساحل وجزيرة العرب. وطبقاً لما ورد في التوراة، فقد شن الآشوريون نحواً من ستة حروب كبرى استهدفت بني إسرائيل والقبائل العربية في البادية، وقد سجلها الكتاب المقدس لليهودية بدقة في عدد من الأسفار، بينما تؤكد السجلات التاريخية أن عدد الحملات التي شنها البابليون والآشوريون خلال ما يزيد عن مئتي عام نحو تسع حملات متتابعة انتهت بحملة نبوخذ نصر الذي قام بأكبر عملية سبي جماعي للقبائل. يرسم اسم نبو خذ ـ نصر في العبرية على النحو التالي נבו–כדר- אצרنبوـكدرـءصر،بينمايرسمهالعربالقدماءفيصورةبختنصر.
إن هذا العدد الضخم من الحروب، وسواء أكانت ستة حسب التوراة، أم تسعة حسب السجلات الآشورية، يشير بوضوح تام إلى طابعها الفريد، فهي ترتبط بالتوسّع الإمبريالي الذي طبع بطابعه تطور الإمبراطورية الآشورية. ولذلك، فليس الجانب التاريخي في الحملات مطروحاً للنقاش، بمقدار ما تبدو الجغرافيا التي دارت فيها الحروب هي المعضلة، لأن الخلاف بين العلماء يدور اليوم حول المسرح الجغرافي، لا التاريخي، لمرويات التوراة عن حملات الآشوريين، وما إذا كانت قد دارت بالفعل في فلسطين القديمة أم في مكان آخر؟ ومن أجل تمكين القرّاء من الحصول على مقاربة دقيقة بين النصوص التوراتية، ونصوص السجلات والنقوش التي تركها لنا الآشوريون من جهة، ومن جهة أخرى بين هذه النصوص وما سجله الإخباريون الكلاسيكيون من العرب والمسلمين. وسوف نبدأ من أكثر الحملات التاريخية نموذجية، نعني حملة سنحاريب وابنه من بعده أسرحدون، بوصف هاتين الحملتين المتتابعتين من بين أكثر الحملات الحربية التي حظيت بتسجيل مذهل للجغرافيا. وبكلام آخر؛ فإن طاقة النقوش على تقديم وصف جغرافي دقيق لمسرح المعارك، يجعل من تسجيلها نوعاً من اللقي الأثرية التي لا تقدر بثمن.
(نموذج دراسي)
حملة سنحاريب وأسرحدون (680 ـ 669 ق.م)
خلال حملتين متتاليتين، تمكن كل من الملك سنحاريب (سنحريب) وولده أسرحدون 680 ـ 669 ق.م، من فرض السيطرة على أجزاء واسعة من الجزيرة العربية، وإخضاع القبائل المتمردة هناك. وبحسب جواد علي(2)؛ فإن نعت المؤرخ اليوناني هيرودوت، لسنحاريب بأنه (ملك العرب والآشوريين) هو تأكيد لنجاحه في قمع تمرد الأعراب على الإمبراطورية في مواضع عدة. ويبدو من السجلات التي وصفت الحملة أن جيش أسرحدون واجه أثناء اختراقه البادية مصاعب وأهوالاً يصعب تخطيها، فعدا عن وعورة الأماكن التي كان عليهم اختراقها لمطاردة القبائل المتمردة، كانت هنالك مصاعب ومخاوف من نوع آخر، فقد شكا الجنود لقائدهم بمرارة من كثرة الثعابين والأفاعي التي كانت تهاجم المعسكرات ليلاً، تثور عليهم وتقفز أمامهم كما يذكر نص أسرحدون، ومن بينها ثعابين ذات رأسين، أو أجنحة. وعندما سار جيش أسرحدون في أرض بازو Bozu، شاهد الجنود كيف أن الأرض كانت مغطاة بالثعابين والعقارب، وكانت لكثرتها مثل الذباب والبعوض(3). لقد بينت تحقيقاتي التي قمت بها طوال سنوات، من أجل التحقق من دقة النقوش أن الحملة اتجهت صوب قلب الجزيرة العربية. وليس ثمة مكان يوصف بأنه من أماكن الوحش في البيئة الصحراوية التي اجتازها الجيش الآشوري سوى الموضع الذي وصفه الهمداني وسمّاه البزوا (خبت البزواء) في بلاد بارق من ناحية غور السراة. ومع ذلك واصل الجيش زحفه، واستولى على أماكن ومواضع أخرى، منها أدوم (أدومو Adumu)، التي توصف بأنها مساكن أريبي، حيث استولى على أصنامها، وأسر ملكتها (ءشكالاتو (Iskallatu، التي كانت كاهنة الإله دبة (Dibat)، كما أسر الأميرة تبؤة Tabua.
ولنلاحظ أن اسم أدوم يرتبط باسم أريبي ـ أريب، ولأن اسم أدوم (أدمو) ورد في التوراة في الصيغة ذاتها אדומ،ارتباطاً بالصراع ضد الآشوريين، فقد فهم بعض علماء الآثار من التيار التوراتي أنه ينصرف إلى دومة الجندل، وأن المعارك دارت هناك، وهذا خطأ كرره جواد علي، لأن أدوم جبل شهير في الجزيرة العربية. كما أن رسم الاسم في صورة أدومو لا يطابق رسمه في صورة دومةדומת،بينما نعلم أن الواو الأخيرة في أدومو هي حرف صوتي، وليست من أصل الاسم، كما في لهجات العرب من سكان السواحل: مثل عبدو في عبد، وأحمدو في أحمد.. إلخ. واستناداً إلى وصف الهمداني، فقد عرف العرب القدماء جبلين بهذا الاسم، أحدهما أدوم في منطقة الجليل (جليل الجزيرة العربية، وليس فلسطين)، وأدوم آخر في اليمن. هاكم وصف الهمداني (صفة جزيرة العرب)
والمساكن من هذا المخلاف (مخلاف السحول) جبل أدُم(4) وأرياب(5) موضع ذي فائش(6) (ويعلق محقق الكتاب ما يلي: وأرياب في رأس أدم من يحصب العلوّ وهو رأس صيد ـ وادي صيد).
من الهام للغاية أن نلاحظ أن الاسمين أدم وأرياب في السجلات الآشورية، وعند الهمداني، في وصف اليمن، هي من مساكن القبائل العربية، كما أن اسم أريبي التي توهم جواد علي أنها (عريبي) ليست سوى اسم الموضع الذي أقامت فيه هذه القبائل(7)، وهو يدعى أرياب (أريب). أما أدم الآخر في الجزيرة العربية فهو أدم في ديار بني ُمزينة. يقول الهمداني (صفة: 295):
وأدم بديار مُزينة وأدم بالسحول، جبلان، وذو الجليل من مواضع الوحش على محجَّة نجد فيه ُثمام وهو الجليل.الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي %282%29
بيد أن النص الآشوري لا يشير البتة إلى المكان الذي انطلق منه سنحاريب صوب ما يُفترض أنه دومة الجندل، أي ما اعتقد علماء الآثار أنه Adummatu– Adumu. ويبدو أن خطأ في قراءة الاسم قاد عالماً مرموقاً من علماء الآثار هو موسلإلى الافتراض أن المقصود بهذا الاسم دومة الجندل في عمق الجزيرة العربية، بينما سنرى تالياً أن المقصود به جبل أدم. ومع ذلك فقد امتد نفوذ سنحاريب بفضل حملته هذه في الجزيرة العربية ليشمل منطقة واسعة تمتد من قلب الجزيرة إلى حدود بابل. إن النص الرائع الذي تركه لنا، والذي يبيّن فيه كيف أن العرب في مملكة تلخونو (تل ـ هونو) كانوا يبتاعون الطحين والملابس والمواد للضرورية الأخرى من بابل(Cool، وهذا يدعم بقوة تصوراتنا عن خط سير الحملة، فهي لم تكن موجهة صوب فلسطين، وبالتالي فالسبي البابلي لم يقع هناك. لقد وقع السبي في هذه المناطق من قلب الجزيرة، واستهدف تأديب القبائل المتمردة. والمثير للاهتمام أن سكان مملكة تل ـ خونو ساهموا في المجهود الحربي لبابل ضد آشور، التي كانت تصعد في عالم القوى الدولية آنئذٍ، فاشتركوا مع البابليين في الحرب على المقاطعات الآشورية في بلاد الشام. وعندما تمكن الملك الآشوري سنحاريب من بسط سلطانه على بابل في سنة 689 ق. م، قام بأعمال انتقامية ضد هذه المملكة، وتعقب الأعراب في البادية حتى بلغ أدومو.
ويظهر من النصوص الآشورية أن خلافاً وقع بين عرب ملكة تلخونو (تل ـ هونو) والملك حزاء يلחזה-איל(خزا ايلي حسب النقوش الآشورية، وفي التوراة) عندما تولى قيادة الجيش وتنظيم خطط الدفاع والهجوم. لقد سببت قيادته الهزائم التي حلت بالمملكة العربية الصغيرة، وهو ما أثار غضب الملكة عليه، وعلى سوء قيادته «فغضبت تلخونو على خزا ايلي ملك أريبي(9). في النهاية، استسلمت مملكة تلخونو للآشوريين، فجرى نهب الأصنام، واقتيد الأعراب أسرى إلى نينوى عاصمة الآشوريين، كما أخذت الأميرة تبؤة(ظبوة)Tabuaأسيرة إلى عاصمة آشور، ولكن ليعاد تنصيبها ثانية ملكة على أريبي، بعد أن خضعت سياسياً لإرادة الإمبراطورية. وترسم التوراة اسم نبوءة هذه كاسم موضع في صورة תבואת. أما خزا ايلي (حزاءيل) فقد أفلت مع أتباعه عندما اعتصم في رؤوس الجبال(10)، والحال هذه، فلم يكن بمقدور سنحاريب المغامرة بمطاردتهم في منطقة وعرة. ثم تخبرنا المصادر الآشورية أن حزاءيل (خزا ايلي) قام فور وفاة سنحاريب وانتقال العرش إلى ابنه أسرحدون، وبعد زوال أسباب العداء بين الطرفين، بزيارة العاصمة الآشورية ليقدم بنفسه فروض الولاء والطاعة للعاهل الجديد، ومعه هدايا كثيرة سُرّ بها الملك، فاستقبله بلطف ورعاية، وأعاد إليه الأصنام الأسيرة، ومنها عتر سمين(11) (عشتار السماوية)، والإلهة ديه(12) Daja  ونهيه(13) Nuhaia، وابيريلو ـ إبرءيل ـ ابريل(14) Ebirillu، وعثتر قرمه Atar Kurumaia.
ويبدو أن بعض هذه الأصنام أصيبت أثناء وجودها في الأسر بالتلف، فأمر أسرحدون بإصلاحها وإعادتها إلى ما كانت عليه، ثم تلطف فأمر بإرجاعها إلى خزا ايلي بعد أن ُنقشت عليها عبارة إلى جوار اسم الملك، تفيد بتفوق إله آشور على الأصنام. فمن هو الملك حزاءيل (خزا ـ ايلي) الذي كان يتعبّد للإلهة دبلت ودية ونهيه وعثتر سمين والإله إبريل (ابرا ـ ءيل)؟
تحقيق الجغرافيا
سوف نبدأ من اسم الإلهة نهيه Nuhaia. استناداًً إلى الهمداني؛ فإن كل أسماء المواضع والأماكن هي أسماء آباء وجدود، أو آلهة. ولأن أسماء الأصنام ترتبط بمنظومة معتقدات دينية (طوطمية)، وأنماط حياة كذلك، فقد أصبحت ضمن شجرة الأنساب، وبحيث صار الإله (المعبود) والطوطم جزءاً من شجرة نسب الإنسان، وذلك ما تشهد عليه ظاهرة الأنساب عند العرب القدماء، حيث يصبح الإله أدد (هـ ـ ءدد أو هدد، חדדحدد) مثلاًً، أباً أعلى لعدنان. في هذا الإطار سوف يبدو أن لاسم الإلهة نهيهנהיהالتيتسجلالتوراةاسمهافيهذهالصورة(15)صلة باسم مكان (موضع) بعينه، أو بطوطم تجسد في صورة صنم معبود، وبحيث أصبح دالاًً على مكان، أو طعام، والعكس. ولأن الإخباريين القدماء سجلوا في رواياتهم أخبار حملة نبوخذ نصر، ولم يتحدثوا عن أي حملة أخرى لأي ملك بابلي، أو آشوري آخر، بينما نسبوا كل ما جرى من دمار وخراب خلال تسع حملات جرت في عصور مختلفة إلى ملك واحد، فقد بات علينا القيام بعملية تفكيك شاقة، بهدف إعادة بناء الرواة التاريخية لكل حملة من هذه الحملات، بالاعتماد على السجلات والنصوص الإخبارية. ومن الواضح أن حملة سنحاريب (توفي عام 689 ق.م) استهدفت القبائل المتمردة التي جرى مطاردتها في عمق البادية، وأن اسم المملكة تل ـ خون التي هاجمها (تل خون بما أن الواو الأخيرة حرف صوتي) في هذه الحالة يجب أن تكون من ممالك البادية. لقد تطلع أسرحدون إلى إعادة تنصيب تبؤة Tabua التي تربت تربية آشورية، ملكة على تل خونو من جديد»، ليضمن بذلك فرض سلطان آشور على الأعراب. وهو حلم تحقق، ولكنه لم يدم طويلاً، لأن العداء بين الآشوريين والعرب كما ارتأى جواد علي، وهو على حق، كان عميقاً، لا ينتهي بإجراء من هذا النوع. كما اعترف أسرحدون بالقائد المهزوم خزا ايلي ملكاً على قبيلة قيدار مقابل إتاوة يدفعها، قدرها خمسة وستون جملاًً. وترسم التوراة الاسم في ما يسمى نشيد الإنشاد في هذه الصورة ـ קידרورد الاسم على هذه الصورة في السجلات الآشورية: قِدرو Kidru، وقَدرو Kadru، وسماهم المؤرخ اليوناني بلينيوس قدراي Cedrei، وذكر أنهم قبيلة عربية تقيم على مقربة من النبط. وقد حاربهم آشور بنبال، وكان ملك قيدار في ذلك العهد، ملك عرف باسم يوثع UAiteابن خزاعيلHazael، وقد ذكرهم آشور بنبال مع عريبي ـ أريبي. فلما توفي خزا ايلي سنة 675 ق.م، اعترف أسرحدون بابنه يثع Uaitملكاً مكان أبيه، على أن يدفع إتاوة سنوية كبيرة مقدارها ألف من Minaeمن الذهب، والمن يساوي حوالي نصف كيلو غرام بالمقاييس البابلية. فضلاً عن ذلك كان يتعين عليه أن يدفع ألف حجر كريم، وخمسون جملاً، وكميات من البخور. ويبدو أن الابن وافق على هذا الثمن الفادح لتنصيبه ملكاً، لكن الظروف والأحداث كانت تتجه في مسار مغاير لآماله، فقد ثار عليه شعب المملكة، وأبى قبوله ملكاً عليه. وقام زعيم قبلي تسميه النقوش أوبو Uaboبثورة عامة. ولذا أسرع الآشوريون لإخماد هذه الثورة، وأسروه أفخذ إلى نينوى. إلا أن الانتصار لم يقض تماماً على مقاومة العرب للآشوريين وثورتهم عليهم، فقاد يثع Uaiteالثورة بنفسه هذه المرة، ورفع راية الحرب على الآشوريين، وغزا هو وأتباعه حدود الإمبراطورية الآشورية المحاذية للبادية، فاضطر الآشوريون إلى تجهيز حملة جديدة اتجهت صوب مضاربه. وفي هذه الحملة، تم القضاء على التمرد، واستولى الآشوريون على أصنام القبيلة المتمردة. أما يثع، فقد فر وحيداً إلى أصقاع بعيدة، على ما جاء في النص. ثم قام أسرحدون، بعد هذه الحملة، بحملة أخرى على قبائل عربية تنزل أرض بازو Bazuوخازو Hazu، وقد ابتدأ بها في اليوم الثاني من شهر تشرى (تشرين) من السنة الخامسة من سني حكمه، وهي تقابل سنة 676 ق.م، وقد قتل فيها ثمانية ملوك. كما ورد في هذه السجلات اسم أميم. وبالطبع فهذا الاسم يجب أن يحيلنا إلى اسم القبيلة العربية البائدة أميم، كما تذكر السجلات اسم ممالك حاصور، التي ضربها «نبوخذ نصر ـ بختنصر. والتوراة ترسم اسم «مخلاف حضور ـ ممالك حصور» في صورة حصور חצור،وقد نكل بالقيداريين وخرب بلادهم، وأخذ غنائم كثيرة منهم، واستولى على ما وقع في أيدي جيشه من أموالهم وخيامهم وغنمهم وجمالهم، وهوماتؤكدهنصوصالتوراةبدقةكمافي سفر «أرميا». ويبدو أن الحملة تواصلت في عمق الجزيرة العربية، حتى بلغت اليمن (مخلاف حضور)، حيث اندحرت القبائل العربية البائدة، وكان من بينها حسب جواد علي: قبيلة قيسو Kisu، وهي بكل تأكيد الجماعات القيسية (قيس) Ki-I-su، وملك «خلديلي» Haldilli، وهم برأينا بنو خالد. وفضلاً عن ذلك، تذكر السجلات اسم ملك نبايوت Na-pi-a-te، الذي يدعى أكبرو Agbaruـ Ak-baru، والملكة يفع ـ يا فع Ja-pa، وملكة دخراني ـ دخر Dihraniـ Niharu، وملك جأباني (جبأ، وهي من أشهر مخاليف اليمن) Ga'pani، والملكة با إيلو ـ بائلة a'iluـ Ba-i-lu، ملكة أخيلو ـ أكيل ـ Ihilu، و«خبن امرو» «خبن عمرو» «حبان امرو Habanamruـ Kha-ba-zi-ru، كما ورد اسما بوز وحوز في التوراة (سفر إرميا) في صورة בוזـו-חוז. وبوز في سفر التكوين هو ابن ناحور أخي إبراهيم. ويظن جواد علي أن لاسمه صلة باسم أرض «بوز»، التي أشرنا في الصفحات السابقة أنها خبت (أرض رملية) تدعى البزوة. وأما حزو فإنه يظهر في التوراة بوصفه أحد أولاد «ناحور».
وكل اللفيف، وكل ملوك أرض عوص עוצ،وكل ملوك أرض הףלשתימفلشتيموأشقلون وغزة وعقرون وبقية أسدود אשדור،وأدوم ومؤاب وبني عمون، وكل ملوك صور، وكل ملوك صيدون، وكل ملوك الجزائر التي في عبر البحر، وددان وتيماء وبوز، وكل مقصوصي الشعر مستديراًً، وكل ملوك العرب، وكل ملوك اللفيف الساكنين في البرية.
الطبري الثاني   قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي Kaseer
وأرض بوز هذه تقع بالضبط، كما في وصف التوراة والسجلات الآشورية، إلى جوار تيماء، غير بعيد عن ددان ـ ديدان، أي أنها بالقرب من مضارب الأعراب الذين كانوا يحلقون شعور رؤوسهم إلاّ دائرة تبقى في أعلى الرأس، ومن هؤلاء الإسماعيليون. ولهذا ذهب كلاسر إلى القول إن بوز، هي ذاتها بازو الواردة في نص سنحاريب، وتقع في العربية الشمالية. أما موسل، فيستند أيضاً إلى الوصف الذي جاء في النص الآشوري، ليؤكد أنها أرض صحراوية ليس فيها غير الشوك، ونوع من حجر يعرف بـ«حجر فم الغزال»، ثم سهل فيه الأفاعي والعقارب.
لكن جواد علي لم ينتبه، ويا للأسف، إلى الطبيعة الاعتباطية لتأويلات علماء الآثار هذه، فهي تقوم عملياًً بتشويه خريطة الحملة العسكرية؛ إذ كما لاحظنا فهي اتجهت صوب الجنوب الغربي من الجزيرة العربية حتى بلغت مخلاف حضور. ومن الدلائل على الطبيعة الاعتباطية للتأويل أن موسل، وسواه، تخيلوا موضع «بازو» جنوب «تدمر»، وأن الملوك الثمانية الذين قتلهم أسرحدون كانوا يقيمون في وادي السرحان عند الحدود الشرقية لـ«حوران»، وفي الرحبة وقطة إلى وادي القطامي. وفي هذا الحالة، تكون خريطة الحملة الحربية قد تعرضت للتشويه ولفوضى جغرافية. بيد أن ما يجب الحذر منه في نصوص جواد علي مطابقته لما ورد في التوراة مع أسماء المواضع الواردة في السجلات الآشورية، على غرار ما يفعل علماء الآثار من التيار التوراتي. إن عدم معرفته بالعبرية، وانسياقه في كثير من الأحيان خلف تأويلات هؤلاء، يؤديان غالباً إلى إضعاف قيمة هذا الجانب من التحليل في المفصل. وبرغم ذلك، سعى جواد علي بقوة للحفاظ على منهجه التحليلي الخاص، وذلك واضح من محاولاته تقديم قراءة عربية دقيقة إلى حد ما لأسماء المواضع التي وردت في سجلات سائر الحملات. «فرأي موسل» أن «بازو» تعني النصف الشمالي من «وادي السرحان». وأما الأرض الواقعة في شرق «السرحان»، وفي شمال السرحان في المنطقة الجبلية، فإنها «خازو» «حازو»، وقد سلك الجيش الآشوري كما يقول الطريق التجارية المارة من الحافات الشرقية لحوران إلى دمشق).
وهذا ما قصدناه من قولنا إن الانسياق وراء تأويلات الاستشراقيين قد يؤدي إلى فوضى جغرافية، فها نحن ننتقل، بسبب هذا التأويل التعسفي، من جنوب غرب الجزيرة العربية إلى الشمال باتجاه دمشق، وهذا ما لا أساس له. لقد ورد اسم أرض «بوز» و«بوزي» بـ«أرض أوسيتس Ausitisفي التوراة، ولذلك رأى بعض العلماء أن المراد بها اسم Aisetaiايسايتاي ـ ايسايته»، وهو اسم موضع ذكره الجغرافي بطلميوس في داخل بادية بلاد العرب. ورأوا أن بوز هي هذا المكان. ورأى آخرون إن «بازو» هي نجد، وأن البادية التي تحدث عنها «أسرحدون» هي «النفود». وأما «خازو» فإنها الأحساء. وذهب «رولنسن» إلى احتمال كون هذه المنطقة هي أرض مملكة الحيرة، وما يتصل بها إلى جبل شمر، لأن الوصف المذكور ينطبق، في رأيه، على هذا المكان. وذهب «كلاسر» في مكان آخر من بحوثه المستفيضة عن «بازو» و«خازو» إلى أن «خازو» هي «حزو»، وإلى أن «بازو» و«حازو» في الأقسام الشرقية والجنوبية من «اليمامة» إلى أرض مأكن Makenإلى مرتفعات رأس الخيمة. وأشار أيضاً إلى «حزوى»، وهي «السدوسية» لبني سعد في اليمامة، وقد ذكرها «الهمداني»، ويرى أن هذه اللفظة قريبة جداً من «حزو» التوراة חזו،ومن «خازو» النص الآشوري. وعلى هذا تكون أرض «خازو» في اليمامة، وهي أرض ذات آثار قديمة وعاديات وخرائب تقع بين وادي «ملهم»، و«وادي حنيفة».
ويرى «كلاسر» احتمال وجود علاقة بين Bi-i-lu، وهو اسم الملكة، و«باهلة»، وهو اسم القبيلة المعروفة التي تقع منازلها منذ القديم في هذه المنطقة. وعنده أن حملة «أسرحدون» قد كانت في اليمامة).
حملات شلمنصر وتجلات بلاسر
زحف شلمنصر الثالث 858 ـ 824 ق.م نحو الجنوب ليبلغ أرض كلدو والبحر المر، أي الخليج العربي. وفي السنة الثالثة من حكمه دفعت ملكة عربية اسمها زيبي الجزية إلى هذا الملك. وكانت تحكم «أريبي». لكن النص لا يتحدث عن مكان الأعراب أتباع «زبيبي». وقد ذهب «موسل» إلى أنه أدومو Adumu، معتقداً دون دليل علمي أنها «دومة الجندل»، وذهب أيضاً إلى أن الملكة كانت كاهنة على قبيلة «قيدار» Kedar. وقد ارتأى جواد علي أن «زبيبي» تحريف لاسم زبيبة، وهو من الأسماء العربية المعروفة. وفي السنة التاسعة من ملكه، قهر مملكة عربية أخرى اسمها «سمسي ـ شمسي Shamsi، واضطرها إلى دفع الجزية له بعد أن تغلبت عليها جيوش آشور. ويدعي أنها حنثت بيمينها، وكفرت بالعهد الذي قطعته للإلَه العظيم «شماش Schamash. ويذكر النص الآشوري أن الملكة أصيبت بخسائر فادحة جداً، وهي ألف ومئة رجل، وثلاثون ألف جمل، وعشرون ألفاً من الماشية. ولاحظ جواد علي، في هذا النص، أن اسم الملكة «شمسي» «سمسي» يعيد تذكيرنا باسم عربي هو «شمس»، أو «شمسة»، فكتب الملاحظة التالية:
وشمسة من الأسماء العربية القديمة التي لاتزال حية. وقد كان في المدينة امرأة نصرانية اسمها «شمسة»، أسلمت على يدي الحسن بن علي بن أبي طالب، فحرف الآشوريون الاسم وفْقَ نطقهم وكتبوه على هذا الشكل. وقد صوّر على اللوح الذي ورد فيه خبر الانتصار المذكور منظر فارسين آشوريين يحملان رمحين، يتعقبان أعرابياً راكبا جملاً، وتحت أعقاب الفرسين وأمامهما جثث الأعراب الذين خروا صرعى على الأرض. وصوّر شعرهم طويلاً، وقد عقد إلى الوراء، وأما اللحى فكثة، وأما أجسامهم فعارية إلا من مئزر شدّ بحزام. وقد حرص الفنان على تصويره الأعرابي الراكب قريباً جداً من الفارسين، مادّاً يده اليمنى إليهما متوسلاً ومسترحماً ومستسلماً، وصورت الملكة «سمس» «شمسي» «سمسي» حافية، ناشرة شعرها، تحمل جرة من الجرار الإحدى عشرة المقدسة، بعد أن أضناها الجوع والتعب في فرارها إلى «بازو»، وقد خارت قواها المعنوية. وورد في الكتابة الآشورية أن الملكة أرسلت وفداً إلى ملك آشور لمصالحته واسترضائه، ضم عدداً من سادات قبيلتها وأتباعها، منهم «يربع» Jarapa.
وفي رأينا، فإن هذا الاسم يربع ـ يربوع اسم بدوي شائع، وكان رئيس الوفد، ومعه كل من «تمرنو حترنو Hataranu، وجنبو Ganabu، وهي أسماء عربية. وبعد أداء «شمس» الجزية إلى ملك آشور، دفعت قبائل عديدة، وشعوب عربية، الجزية إليه. وقد ذكر الملك أنه تسلم الجزية ذهباً وفضة وإبلاً، وكميات من البخور من مساى ـ مسأى Mas'a، وتيما وسبأ ـ سبا، وخيابة ـ خيابه Hajappaـ Hajappa، وبطن Badana، وخطي Hatti، وأدبئيل. لكن جواد علي أخفق في تحديد هذه المواضع بدقة، وانساق وراء تصورات علماء الآثار من التيار التوراتي، وذلك واضح من تعليقه القائل إن هذه المواضع كانت غرب آشور (ويرى بعض الباحثين إن مسأى ـ مسا  Mas'aهي قبيلة «مسا» Massaالمذكورة في التوراة، ويظهر إنها لم تكن بعيدة جداً عن فلسطين)، وهذا خطأ فادح. وكنت قد بينت بالتفصيل في مؤلفي السابق (فلسطين المتخيلة)، واستناداً إلى الهمداني، أن سائر هذه المواضع، وبالأسماء نفسها، والوصف الجغرافي نفسه ودون أدنى تحريف، هي في ساحل اليمن. وفي العام 734 ق.م، عُيِّنَتجلاتبلاسر الثالث عربياً اسمه أدبئيل والياً علىمصري מצרי، ليدير شؤونها. وحين قرأ جواد علي الاسم انساق مرة أخرى خلف مزاعم الاستشراقيين، وتخيل الاسم في صورة مصر. ومع أن هذا غير منطقي، لأن التاريخ المكتوب لا يعرف واقعة من هذا النوع، ولم يحدث في أي وقت أن عين الآشوريون والياً على مصر، فإنه وفي سياق قبوله تأويلات هؤلاء، لفق واقعة لا تليق بعالم جليل مثله. والحقيقة أن مصريم ـ مصري מצרימ-מצרי هي  مضر  ومضري،  بما  أن  الأكدية  والعبرية  وبقية  اللغات  السامية،  السابقة  على  لغة  الضاد،  لم  تكن  تعرف  هذا  الحرف،  فتستعيض  عنه  بحرف  الصاد،  فقد  انصرف  الاسم  بحكم  الوصف  الجغرافي  إلى  قبيلة  مضر،  وليس  الإقليم  العربي  مصر،  إذ  من  غير  المقبول،  تاريخياًً،  تخيل  أن  الآشوريين  وهم  يهاجمون  القبائل  في  عمق  الجزيرة  العربية،  يعينون  والياً  على  مصر؟
ولعل نص سرجون الثاني724 ـ 705 ق.م، الذي يتحدث عن حملة قام بها في السنة السابعة من حكمه، سنة 715 ق.م، لتأديب القبائل المتمردة، يمكن له أن يوضح هذه الجانب الشائك، فهو يقول أنه أدّب تمودي Tamudi، أي قبيلة ثمود، وأباديدي ـ عباديدي، وهزمهم، ونقل من وقع في يديه منهم إلى السمرا. وهنا أخطأ جواد علي ثانية حين تخيل أن السمرا هي السامرة. علماً أن هذا الاسم لا وجود له في جنوب سوريا، وهو اسم حديث من تلفيق المستوطنين الصهاينة، بينما المقصود طبقاً للنص وللوصف الجغرافي السمرا، وهي منطقة صحراوية في عمق الجزيرة العربية. وكان هذا التدبير من التدابير التقليدية التي يلجأ إليها ملوك بابل، فهم يبعدون القبائل المتمردة إلى أبعد نقطة في الصحراء (بينما يصبح من غير المنطقي نقلهم إلى فلسطين، وهي خاصرة الآشوريين القريبة من حدودهم). ومما يؤكد ذلك أن نص سرجون الثاني يتحدث مباشرة بعد نقل ثمود وإبعادها إلى السمرا، أنه تلقى الجزية من سمسي Samsiملكة «أريبي»، ومن «برعو» Pir'uملك مصري Musuri، ومن يتع أمر I t'amraالسبئي. وهذه، بجلاء تام، أسماء قبائل شمالية وجنوبية، فهي مضر وسبأ.
ومع ذلك كله، تظل مساهمة جواد علي الكبرى في إعادة كتابة تاريخ العرب القديم، واحدة من أكبر علامات الثقافة العربية المعاصرة خلال القرن العشرين. إنه الطبري الثاني، معاصرنا الذي عمل بجلد لا مثيل له على تصحيح تاريخ شائك ومتداخل الروايات
الهوامش
1 ـ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.
2 ـ المفصل.
3 ـ المصدر نفسه.
4 ـ جبل أدم: وهو يسمى اليوم قيظان (قارن مع يقطن في التوراة)، ضبطه الأكوع بفتح الهمزة وكسر الذال آخره ميم. وهذا يوضح الكيفية التي تحدث فيها التغيّرات الفونيطيقية على الأسماء، فهو تغيّر طفيف لا يطاول سوى الحركات الإعرابية لا أكثر. وعند ياقوت الحموي (معجم البلدان): أدم من قرى اليمن، ثم من أعمال صنعاء.
5 ـ أرياب: عزلة جبلية في جبل أدم، وهي ذاتها برأينا أريب ـ أريبي بزيادة الياء اللاصقة الأخيرة، وهذا حرف صوتي آخر.
6 ـ فائش ـ فائسאילףז.
7 ـ قال الأعشى في وصف أرياب (صفة جزيرة العرب: 198):
وبالقصر من أرياب لو بتَّ ليلة
لجاءك مثلوج من الماء جامد
8 ـ جواد علي- المفصل.
9 ـ المفصل كذلك.
10 ـ كذلك.
11 ـ أي عشتار السماء.
12 ـ الاسم له صلة بصيغة من صيغ الأسماء الخمسة ذي للإلهة الأنثى.
13 ـ وادي يمني شهير ورد اسمه في التوراة.
14 ـ أنظر حول حزا ما كتبناه في فلسطين المتخيلة.
15 ـ أنظر نهية في مؤلفنا فلسطين المتخيلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الطبري الثاني قراءة في نقوش الحملات الآشورية على القبائل العربية د . فاضل الربيعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكايات من القبائل العربية - سي. جي. كامبل
» حمل تاريخ الطبري للشاملة
» من اعراف القبائل الشحارية الظفارية ( نقاء الدم )
» تفسير الطبري ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن ) موافق للمطبوع
» ويكيليكس: تكشف أسرار الصراع حول قيمة النفط بين أبناء عائلة صالح و حلفاؤهم من أبناء كبار القبائل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ▁▂▃▅▆▇●【المنتديات الثقافية و الإجتماعية】●▇▆▅▃▂▁ :: 二★●【 منتدى تاريخ الأمم و الحضارات 】●★二-
انتقل الى: